ملاحظة المحرر: في يوليو/تموز 2020، وقعت جريمة قتل وحشية للمرأة الأردنية تحت مسمى "الشرف". أحلام (لم يتم الكشف عن اسم عائلتها علنًا) أثار ضجة عامة. وأثار الحادث المروع دعوات لتشديد العقوبات على هذه الجريمة، التي تشير عمومًا إلى قتل أحد أفراد الأسرة (عادةً أنثى) بسبب اعتقاد الأقارب بأنها جلبت العار أو العار على الأسرة.. تم نشر هذه المقالة في الأصل على موقع POMED بالعربيةوقد تم تحديثه ليشمل أحدث البيانات المتاحة لعام 2020.

 

استيقظ الأردنيون صباح السبت 18 يوليو/تموز 2020 على خبر جريمة قتل مروعة، حيث أقدم رجل على قتل ابنته أحلام بضرب رأسها بكتلة خرسانية أمام أعين الجميع في شارع عام، ثم جلس بجانب جثتها يدخن سيجارة ويشرب كوباً من الشاي، وقد تناقل شهود عيان الخبر، وظهر في مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سمع المشاهدون صراخ أحلام المدوي، كما زعم الشهود أن أشقاء أحلام منعوا أحداً من مساعدتها.

أحلام لم تكن ولن تكون الضحية الأولى للعنف القائم على النوع الاجتماعي في الأردن، وستظل المرأة في مجتمعاتنا مواطنة من الدرجة الثانية ما دام المجتمع صامتاً ومنكراً، وغافلاً عن حماية الأسرة، ولا يوجد قانون يردع مثل هذه الجرائم.

إن البيانات المتعلقة بجرائم "القتل بدافع الشرف" في الأردن غير متسقة وغير كاملة، حيث يصعب العثور على إحصاءات رسمية، كما أن العديد من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها. وحتى المعلومات الجزئية المتاحة منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين ترسم صورة مقلقة للغاية. وتشير بيانات وزارة التنمية الاجتماعية إلى أن عدد حالات القتل بدافع الشرف في الأردن أقل من 1990%. تشير وتشير الإحصاءات إلى أن تسع جرائم من هذا النوع سُجلت في عام 1995 وست جرائم في عام 1998. وبحلول عامي 2006 و2007، وفقًا لبيانات الوزارة، بلغ عدد الحالات المبلغ عنها 18 و17 حالة لكل عام على التوالي. وتشير إحصاءات أخرى إلى أن 12 جريمة في عام 2014 ارتُكبت بحجة الشرف وثماني جرائم في عام 2016. وبحلول عام 2017، وثقت هيومن رايتس ووتش XNUMX جريمة في عام XNUMX، وXNUMX جريمة في عام XNUMX. مقدر أن ما بين 15 إلى 20 جريمة شرف تحدث سنويًا. معهد التضامن مع المرأة الأردنية مسجل 21 جريمة قتل عائلية للنساء في عام 2019. 2020 في النهاية رأى إجمالي 17 جريمة قتل بدافع الشرف.

ولا يقتصر الأمر على جرائم الشرف فحسب. تقرير كشفت اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة أن قسم الخدمات الاجتماعية في إدارة حماية الأسرة تعامل مع 1,685 حالة عنف أسري بين شهري مارس ومايو 2020، عندما كان حظر التجول ساريًا على مستوى البلاد (932 من هذه الحالات تتعلق بامرأة بالغة و753 تتعلق بأطفال). وفقًا لمديرة الإدارة، كان هذا زيادة من ناحية أخرى، أفادت وزارة التنمية الاجتماعية بتوفير المأوى لـ 33 امرأة وطفل من ضحايا العنف الأسري أثناء الإغلاق بسبب الوباء. وعلى الرغم من عدم توفر إحصاءات نهائية لعام 2019 بعد، يبدو أن عمليات الإغلاق وحظر التجول وتدهور الظروف الاقتصادية أدت إلى ارتفاع عدد حالات العنف الأسري العام الماضي.

أثارت قضية أحلام غضب الشارع الأردني، ودفعت عشرات الناشطين ومنظمات المجتمع المدني، وفي مقدمتها معهد تضامن المرأة الأردنية واللجنة الوطنية لشؤون المرأة، إلى إطلاق عريضة وحملة على مواقع التواصل الاجتماعي وتنظيم اعتصامات متتالية أمام مجلس النواب للمطالبة بتعديل مواد في قانون العقوبات تتعلق بجرائم الشرف، حيث تعتبر هذه المواد ضعيفة للغاية، وتأطيرها يجعل من السهل نسبيا على مرتكبيها الإفلات من العقاب، ويطالب الناشطون بإلغائها.

  • وقد استخدمت الأسر المادة 52 بعد الوفاة للتنازل عن حق الضحية في الحياة، الأمر الذي يجعل من غير الممكن تقديم شكوى نيابة عن الضحية، على الرغم من أن بعض خبراء القانون يزعمون أن هذه المادة لا يمكن تطبيقها في حالة جرائم الشرف.
  • وتسمح المادة 98 بتخفيف العقوبة على مرتكبي الجرائم الذين يرتكبون جرائمهم في "نوبة غضب" نتيجة "عمل غير مشروع أو خطير" من جانب الضحية. ويرى المواطنون ومنظمات المجتمع المدني أن "نوبة الغضب" لا تشكل سبباً لتخفيف العقوبة، وخاصة في الحالات التي يتم فيها انتهاك حقوق المواطنات وتقويض حقوقهن في السلامة الجسدية.
  • إن المادة 340، التي حظيت بأكبر قدر من الاهتمام في المناقشات حول التبرير القانوني لجرائم الشرف، تنص على أن أي رجل يهاجم أو يقتل زوجته أو أي من أقاربه الإناث في حالة ارتكاب الزنا أو في "فراش غير شرعي" يستفيد من تخفيف العقوبة. وفي عام 2001، أضيفت مادة تمنح المهاجمات الإناث نفس تخفيف العقوبة. ويزعم بعض المطالبين بإلغاء هذه المادة أنها تنتهك الشريعة الإسلامية لأنها لا تلبي عبء الإثبات بموجب الشريعة الإسلامية. ويقول كثيرون أيضاً إن المادة تقلل من خطورة جريمة القتل، وكأنها يمكن تبريرها بسهولة بالزنا أو عدم التبصر. ويشير الناشطون أيضاً إلى أن النساء نادراً ما يستفدن من المادة الثانية أو أي من المواد الأخرى "المحايدة بين الجنسين".

ويبدو أن هناك إجماعاً عاماً بين رجال القانون ـ حتى أولئك الذين يؤيدون هذه المواد ـ على أن جرائم الشرف مخزية، وهناك معارضة قوية لجرائم الشرف بشكل عام في الأردن. ولكن في الوقت الذي كانت فيه منظمات المجتمع المدني تنظم وقفات احتجاجية للمطالبة بتعديل أو إلغاء هذه المواد، انتشرت بسرعة التعليقات المسيئة التي تستهدف النساء اللاتي حضرن تلك الوقفات الاحتجاجية. وفي الواقع، هناك أيضاً شريحة كبيرة من المجتمع تشجع الرجال وتمنحهم الحق في ارتكاب مثل هذه الجرائم ضد النساء بسبب اعتقادها بأن الضحية كانت مخطئة في المقام الأول وأنها مسؤولة عن موتها الشنيع.

إن المطالبة بإلغاء هذه المواد من قانون العقوبات وصياغة قانون بديل لردع جرائم الشرف أمر مهم. ولكن حتى تغيير السياسات لن يكون كافياً بدون إحصاءات أكثر دقة وسهولة في الوصول إلى جرائم الشرف ومجتمع مطلع بشكل كاف ومستعد بشكل أفضل للتغيير.

 

هبة بلحة باحثة واستشارية اجتماعية وسياسية مقيمة في عمان. تمت ترجمة هذه المقالة من اللغة العربية بواسطة مدير برنامج شراكات المجتمع المدني في مؤسسة POMED حنان عبدالهادي.


تصوير: هيئة الأمم المتحدة للمرأة على فليكر