واشنطن العاصمة - في 21 يونيو/حزيران، شنّ الرئيس دونالد ترامب حربًا على إيران، وهي عملٌ متهور وخطير وغير مدروس، مُسجّلًا بذلك يومًا أسودًا آخر في تاريخ التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط. هذه الضربات العسكرية ليست ردًا على تهديدٍ مُباشر، وبالتالي تُمثّل انتهاكًا للدستور الأمريكي، وهي غير قانونية بموجب القانون الدولي. يُنذر هذا العمل بردٍّ تصعيديٍّ فوريّ قد يُجرّ الولايات المتحدة إلى حربٍ أوسع، ويُعرّض أرواحًا بريئة للخطر، ويُسبّب عواقبَ وخيمةً لعقودٍ قادمة. 

في جميع أنحاء المنطقة، للولايات المتحدة تاريخٌ حافلٌ بالتدخلات العسكرية وحملات القصف. بدءًا من حرب العراق والقصف في سوريا وليبيا، وصولًا إلى دعم الولايات المتحدة لحرب السعودية في اليمن والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، فشل العمل العسكري في تحقيق السلام، بل أدى إلى مزيد من الصراع والعنف والمعاناة الإنسانية غير المبررة. 

في إيران، دعمت الولايات المتحدة انقلابًا عام ١٩٥٣ ضد رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيًا محمد مصدق، ودعمت نظامًا استبداديًا وحشيًا في مكانه، بما في ذلك توفير أسلحة متطورة وتكنولوجيا نووية. وقد قوّض هذا الأمر الحقوق الديمقراطية للإيرانيين، وبلغ ذروته مع ثورة ١٩٧٩ ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية القاسي. 

ينبغي على الولايات المتحدة أن تُعطي الأولوية لحقوق ورفاهية الإيرانيين وجميع شعوب المنطقة، وأن تُدرك أن التدخل العسكري غير القانوني لا يُسهم إلا في تعميق عدم الاستقرار وتقويض المصالح الاستراتيجية الأمريكية. نحثّ الكونغرس على إقرار قرار صلاحيات الحرب، الذي قُدّم مؤخرًا بإجماع الحزبين، بشكلٍ عاجل، وإرسال إشارة قوية إلى الشعب الإيراني مفادها أن الأمريكيين لا يدعمون حربًا أخرى في الشرق الأوسط.