تعرب المنظمات الموقعة أدناه عن قلقها إزاء تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان داخل بدر مجمع الإصلاح والتأهيل، وخاصة في سجن بدر 3، حيث تتدهور الأوضاع بسرعة ويتعرض السجناء للعنف. محروم في ظل غياب شبه تام للشفافية والمساءلة، تُشكل هذه الانتهاكات المستمرة انتهاكًا واضحًا للدستور المصري، وقانون تنظيم السجون رقم 396 لسنة 1956، وقانون تنظيم السجون الداخلية رقم 79 لسنة 1961 وتعديلاته. كما تُمثل هذه الانتهاكات انتهاكًا صريحًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان التي تعهدت مصر بالالتزام بها.
منذ افتتاح بدر 3، عانى الأشخاص المحتجزون في الموقع من موجة متزايدة من الإساءة والإهمال. يواجه السجناء قيودًا جماعية على الزيارات، حيث تفرض سلطات السجن إما حظرًا كاملاً أو قيودًا صارمة على الزيارة. تتم الزيارات عادةً من خلال حواجز زجاجية تمنع أي اتصال جسدي بين الأشخاص المحتجزين وأفراد أسرهم. كما يضايق مسؤولو السجن أفراد الأسرة الذين يزورون أحباءهم، ويمنعون بشكل روتيني إدخال الإمدادات الأساسية التي يحضرونها، مثل الطعام والملابس. كما تمنع إدارة السجن الأفراد المحتجزين من ممارسة الرياضة، باستثناء أسبوعي واحد فقط، في انتهاك لقوانين ولوائح السجن. كما تحرم إدارة السجن باستمرار وبشكل متعمد الأشخاص المحتجزين من الرعاية الطبية اللازمة؛ وغالبًا ما يقتصر العلاج على مسكنات الألم على الأكثر.
واحدة من أحدث الحالات من حالات الإهمال الطبي حالة السجين محمد هلال، الذي توفي في 8 أبريل/نيسان في المستشفى بعد تدهور حالته الصحية. وأشارت ظروف وفاته إلى أن تعذيب كان ذلك ممكنًا، مما أثار غضب السجناء الذين احتجوا بتغطية الكاميرات داخل زنزاناتهم. الخلاياوحرق البطانيات وطرق الأبواب. وقد قوبلت هذه الأعمال الاحتجاجية، التي تُعدّ الملاذ الأخير للمحتجزين، بردود فعل عقابية من الإدارة، مثل حرمان السجناء جماعيًا من ممارسة الرياضة والزيارة. إضافةً إلى ذلك، اعتدى مسؤولو السجن على المحتجزين، بما في ذلك باستخدام خراطيم المياه داخل الزنازين.
في ظلّ انعدام أيّ سبيلٍ آخر للنجاة من يأسهم وظروفهم المزرية، حاول العديد من السجناء داخل سجن بدر 3 الانتحار. في إحدى الحالات، مُنع رجلٌ محتجز من زيارة عائلته لفترةٍ طويلة؛ وعندما سمحت له سلطات السجن أخيرًا بالزيارة، حرمته من الطعام والأغراض الشخصية التي أحضرتها عائلته. عوقب الرجل بوضعه في الحبس الانفرادي إثر مشادةٍ مع ضابط الأمن الوطني، زُعم أن الضابط قال له خلالها: "الأفضل أن تقتل نفسك"، ردًا على أفكارٍ انتحاريةٍ راودت الرجل. ثم حاول الرجل شنق نفسه؛ فأُنقذ ونُقل إلى المستشفى.
شهدت الأيام التالية موجة من محاولات الانتحار بوسائل مختلفة في عدة أقسام بمجمع سجن بدر. ووسط آمال بتحسين أوضاعهم أو احترام حقوقهم الإنسانية الأساسية، لجأ السجناء إلى الشنق أو جرح أنفسهم، وإشعال النيران داخل زنازينهم، أو تناول جرعات زائدة من الأدوية. وأعلن عدد من السجناء إضرابًا جزئيًا عن الطعام احتجاجًا على ظروفهم القاسية، وتركزت مطالبهم على تطبيق لوائح وقوانين السجون، بما يضمن حقوقهم - بما في ذلك التريض والزيارة والتواصل مع العالم الخارجي عبر الرسائل والمكالمات الهاتفية - بما يتوافق مع القانونين المصري والدولي.
تُعرب المنظمات الموقعة أدناه عن تضامنها الكامل مع السجناء المحرومين من حقوقهم الأساسية جراء الانتهاكات وظروف الاحتجاز القاسية. وتُحمّل وزارة الداخلية وإدارة مجمع بدر للإصلاح والتأهيل المسؤولية الكاملة عن سلامة جميع السجناء.
نحن الموقعون نطالب بـ:
- الوقف الفوري للانتهاكات والقيود واحترام الحقوق الأساسية للمعتقلين.
- التنفيذ الفعال لقانون تنظيم السجون، وخاصة فيما يتعلق بممارسة الرياضة، والتغذية، والرعاية الطبية والنفسية، وحقوق الزيارة.
- إجراء تحقيقات عاجلة وشفافة في جميع الحوادث المبلغ عنها، وخاصة محاولات الانتحار، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
- الرقابة الفعالة على مراكز الاحتجاز والسماح لمنظمات حقوق الإنسان المستقلة بزيارة السجون ومراقبة الظروف فيها.
- تعديل اللائحة الداخلية للسجون بحيث تحدد بشكل واضح المواد المحظور إدخالها إلى أماكن الاحتجاز، وذلك لمنع إدارة السجون من رفض المواد بشكل تعسفي لمزيد من معاقبة السجناء وأسرهم.
- تطبيق المادة 60 من قانون تنظيم السجون الداخلية رقم 79 لسنة 1961 والتي تنص على حق الموقوفين احتياطيا في أربع زيارات شهريا وللمحكوم عليهم في زيارتين شهريا.
- - وقف استخدام الحبس الانفرادي كإجراء عقابي ضد السجناء، والذي يخالف أنظمة السجون.
نحن، المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه، ندق ناقوس الخطر إزاء القمع الممنهج والانتهاكات والإهمال في السجون ومراكز الاحتجاز المصرية. تُرتكب الانتهاكات ضد المعتقلين بوتيرة متصاعدة في ظل إفلات ممنهج من العقاب، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للحياة والكرامة الإنسانية. نحث المجتمع الدولي، وخاصة المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب، على الضغط الفوري على الحكومة المصرية لوضع حد لهذه الانتهاكات وضمان حقوق جميع السجناء في الكرامة والعدالة والتحرر من المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
المنظمات الموقعة:
- مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
- لجنة العدل (CFJ)
- المفوضية المصرية للحقوق والحريات
- الجبهة المصرية لحقوق الانسان
- المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
- مصر واسعة النطاق لحقوق الإنسان
- مركز النديم
- هومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنية
- مؤسسة دعم القانون والديمقراطية
- مركز الشرق الأوسط للديمقراطية (MEDC)
- كلمة حمراء لحقوق الإنسان وحرية التعبير
- منصة اللاجئين في مصر
- مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان
- المنتدى المصري لحقوق الإنسان