تُعرب المنظمات الموقعة أدناه عن خالص تعازيها لأهالي محافظة مرسى مطروح في مصر، على عمليات القتل غير المشروع التي وقعت أثناء مطاردة الشرطة لمشتبه به. وكان من بين الضحايا يوسف السرحاني وفرج الفرازي، أقارب الشخص المطلوب. قُتل الشابان بعد أن سلمهما أهالي المنطقة لقوات الأمن مقابل إطلاق سراح عشرات النساء اللواتي استُخدمن كرهائن لإجبار الشخص المطلوب على تسليم نفسه. وتُدين المنظمات الممارسة الأمنية غير القانونية المتمثلة في الإعدام خارج نطاق القضاء، والتي أصبحت ممنهجة بشكل متزايد داخل قوات الأمن المصرية، كما وثقتها... ومنظمات حقوق الإنسانوتظل الجريمة دائما مصحوبة بإفلات مرتكبيها من العقاب، بحجة وقوعها في ظل عمليات مكافحة الإرهاب وتبادل إطلاق النار.
وقعت الحادثة يوم الأربعاء الموافق 9 أبريل 2025، عندما اندلع تبادل لإطلاق النار بين قوات الشرطة بمدينة النجيلة بمحافظة مطروح ومطلوب أمني وشقيقه أثناء محاولة الشرطة القبض عليه لتنفيذ حكم بالسجن المؤبد في قضية تهريب مخدرات. وأسفر ذلك عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وهروب المشتبه بهم.
واجب الدولة هو الحفاظ على الأمن، واحترام حقوق الإنسان في سياق الحفاظ على الأمن. في صباح اليوم التالي للحادث، اعتقلت قوات الأمن بشكل تعسفي القى القبض حوالي ٢٣ شخصًا - بينهم نساء وأفراد من عائلة المتهم وجيرانه. يُمثل هذا الاعتقال الجماعي عقابًا جماعيًا - محاولة للضغط على المتهمين لتسليم أنفسهم، وهو ادعاءٌ وُجّه لاحقًا. رفض أصدرت وزارة الداخلية بيانًا. وعقب مطالبات أهالي مطروح بالإفراج عن الشابتين، تم التوصل إلى اتفاق يقضي بتسليم الشابين، وهما من أقارب المتهمتين، مقابل الإفراج عنهما. وفي يوم الجمعة الموافق 11 أبريل/نيسان 2025، وبعد تسليم الشابين، وزارة الداخلية وأعلن في بيان أن الشابين قتلا في تبادل لإطلاق النار.
ووفقا ل الشاهد في ما يتعلق بالحادثة، "اتصل أحد الشهود بضباط من إدارة الأمن الوطني في السلوم لتسليم الشابين مقابل إطلاق سراح المعتقلات. كان من المقرر استجواب الشابين حول مقتل ثلاثة من أفراد قوات الأمن، وما إذا كانا متورطين في الحادثة أم لا، وإطلاق سراحهما إذا كانا بريئين، أو معاقبتهما إذا كانا متورطين. وذكر الشاهد أن الشابين بريئان ولا علاقة لهما بالحادثة. سلم الشاهد الشابين عند نقطة تفتيش الكيلومتر 30 قبل السلوم الساعة 6:30 مساءً يوم الخميس 10 أبريل. بعد التسليم، اتصل ضابط الأمن الوطني بالشاهد، وتم إطلاق سراح المعتقلات. ومع ذلك، صُدم الشاهد لاحقًا عندما علم أن الشابين قُتلا في تبادل لإطلاق النار مع أفراد وزارة الداخلية".
تدعو المنظمات النائب العام إلى إجراء تحقيق سريع وشفاف ونزيه في جريمة قتل الشابين، والاحتجاز التعسفي لعشرات النساء. إن عدم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم في محافظة مرسى مطروح يُرسخ ثقافة الإفلات من العقاب بين أفراد الأمن هناك، ويُسهّل تكرار هذه الانتهاكات، مما يُهدد السلام في مجتمع يتميز بروابط عائلية وقبلية متينة.
تؤكد المنظمات أن إعدام يوسف السرحاني وفرج الفرازي خارج نطاق القضاء يُشكل انتهاكًا جسيمًا للحق في الحياة وسيادة القانون، وينتهك الدستور المصري والقانون الدولي. ويطالب الموقعون أدناه بالتصدي لهذه الممارسة الخطيرة والممنهجة التي تنتهجها قوات الأمن المصرية، مع رفضهم الاعتقال التعسفي لأقارب أو جيران المشتبه بهم واستخدامهم كرهائن للضغط عليهم لتسليم أنفسهم.
لمدينة مطروح تاريخٌ حافلٌ بالممارسات الأمنية غير القانونية. في يوليو 2023، القتل خارج نطاق القضاء وقعت حادثة إطلاق نار، قُتل فيها المواطن حافظ هوية عبد ربه أبو بكر برصاصات متعددة على يد ضابط شرطة. إثر مقتله، تجمع عدد من السكان أمام قسم شرطة سيدي براني، حيث اندلعت مناوشات بينهم وبين رجال الشرطة، أسفرت عن مقتل أحد السكان. ألقت قوات الأمن القبض على عدد من السكان وأحالت الضابط والسكان إلى محاكمة تفتقر إلى ضمانات المحاكمة العادلة. وجاءت وثائق المحكمة متضاربة، إذ نسبت إحداها مقتل الشخص إلى الضابط، بينما اتهمت الأخرى عددًا من السكان بالقتل. بُرئ الضابط، بينما حُكم على السكان بالسجن المؤبد والسجن المشدد.
تُجدد المنظمات إدانتها لاستمرار ممارسات أفراد الأمن غير القانونية، بما في ذلك عمليات القتل خارج نطاق القضاء والاحتجاز التعسفي لأقارب المشتبه بهم. وندعو النائب العام ووزارة الداخلية إلى إجراء تحقيق عاجل وشفاف في الحادثة دون تأخير، وكشف الحقيقة علنًا ومحاسبة الجناة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب. كما نطالب بسلامة عائلات الضحايا والشهود، وتعويضهم عما لحق بهم من انتهاكات وأضرار.
ونحن الموقعون نطالب بما يلي:
- - فتح تحقيق سريع ونزيه وشفاف في جريمة قتل الشابين يوسف السرحاني وفرج الفرازي خارج نطاق القضاء، والاعتقال التعسفي لأقاربهما، وضمان محاسبة جميع المتورطين، بغض النظر عن مناصبهم الرسمية. ويجب وضع حد لعمليات القتل خارج نطاق القضاء وسياسة الإفلات من العقاب.
- الامتناع تماما عن أخذ أفراد الأسرة وغيرهم من الأشخاص المرتبطين اجتماعيا كرهائن كوسيلة للضغط على المشتبه بهم، لأن هذه الممارسة تشكل انتهاكا خطيرا للعدالة وحقوق الإنسان.
- ضمان الرقابة الفعالة على جميع أماكن الاحتجاز وتفعيل آليات المساءلة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات، بما في ذلك السماح لمنظمات حقوق الإنسان المستقلة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة مواقع الاحتجاز.
الموقعين:
مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
لجنة العدالة
المفوضية المصرية للحقوق والحريات
مصر واسعة لحقوق الإنسان
الجبهة المصرية لحقوق الانسان
منتدى حقوق الإنسان المصري
مركز النديم
مؤسسة دعم القانون والديمقراطية
مركز الديمقراطية في الشرق الأوسط
منصة اللاجئين في مصر