انضمت منظمة MEDC اليوم إلى أكثر من 30 منظمة لحقوق الإنسان في حث المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على التدخل في قضية الشاعر المصري عبد الرحمن القرضاوي، الذي اختفى قسراً لمدة تزيد عن 90 يوماً بعد تسليمه إلى الإمارات العربية المتحدة في 8 يناير/كانون الثاني. وفيما يلي الرسالة الموجهة إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاجا كالاس.
إلى:
- معالي ديفيد لامي، وزير خارجية المملكة المتحدة
- سعادة السيدة كايا كالاس، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي
السادة المسئولين الكرام،
نحن المنظمات الموقعة أدناه، نكتب إليكم للتعبير عن قلقنا العميق ونطالبكم بالتدخل العاجل بشأن استمرار احتجاز الشاعر الشهير والناشط الديمقراطي عبد الرحمن يوسف القرضاوي، الذي تم تسليمه قسراً وهو مختفي قسرياً في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ 8 يناير/كانون الثاني 2025.
لقد تعرض عبد الرحمن للاختفاء القسري لأكثر من 90 يومًا، مما دفع السلطات إلى إطلاق سراحه. بيان أصدر خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة بيانًا في 5 مارس/آذار 2025، داعين فيه الإمارات العربية المتحدة إلى الكشف عن مكان وجوده. وحذّر الخبراء من أن "مخاوفهم الأسوأ من تعرض السيد القرضاوي لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في حال تسليمه إلى الإمارات العربية المتحدة تبدو مبررة"، مذكّرين بنداءهم السابق الذي حثّ لبنان على عدم الامتثال لطلب التسليم.
تتعلق قضية عبد الرحمن بقمع عابر للحدود الوطنية، حيث تتعاون الدول لإسكات المعارضة خارج حدودها. هذه ليست حادثة معزولة، بل هي جزء من قضية أوسع نطاقًا تؤثر على المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء والكتاب في المنطقة.
في 28 ديسمبر/كانون الأول 2024، اعتقلت قوات الأمن اللبنانية عبد الرحمن بناءً على طلب تسليم من الإمارات العربية المتحدة، متهمةً إياه بـ"نشر معلومات كاذبة، والإخلال بالأمن العام، والتحريض على الشغب". وتنبع هذه الادعاءات من مقطع فيديو نشره على الإنترنت أثناء وجوده في سوريا، عبّر فيه عن آراء ناقدة للسلطات المصرية والإماراتية والسعودية. راجع محاميه في لبنان الطلب، لكن وبعد قرار الحكومة اللبنانية تسليمه إلى الإمارات، حُرم عبد الرحمن من فرصة الدفاع عن نفسه والطعن في القرار.
في 8 يناير/كانون الثاني 2025، نُقل بطائرة خاصة إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث احتُجز على الفور وأُخفي قسرًا. لا يزال مكانه مجهولًا، وقد حُرم من التواصل المنتظم مع عائلته. في 20 فبراير/شباط، سُمح لعبد الرحمن بإجراء مكالمة هاتفية لمدة دقيقة واحدة مع عائلته. وقد عُيّن محامٍ مُعيّن من قِبَل الحكومة، لم يختره بنفسه، لقضيته، بينما لم يتمكن ممثلوه القانونيون الدوليون من التواصل معه.
يُشكّل تسليم عبد الرحمن يوسف القرضاوي واحتجازه انتهاكًا للحماية الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (حرية التعبير والحماية من الاعتقال التعسفي)، واتفاقية مناهضة التعذيب (حظر التسليم إلى دول يُشكّل فيها التعذيب خطرًا). وتُمثّل أفعال الإمارات العربية المتحدة تجاهلًا صارخًا لتعهداتها والتزاماتها.
رغم غياب الشفافية والوضوح بشأن ظروف احتجازه ومكانه، أفادت التقارير أن الإمارات العربية المتحدة بدأت إجراءات قانونية بتهمة نشر الشائعات والجرائم الإلكترونية. مع ذلك، لم تُوجَّه أي اتهامات رسمية، ولا توجد ضمانات للإجراءات القانونية الواجبة أو المحاكمة العادلة.
إن العلاقات التجارية والدبلوماسية المتنامية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي - سواء من خلال شراكة الاستثمار السيادي بين المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة أو اتفاقية التعاون بين الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة - يحملون معهم مسؤولية الحفاظ على القيم الأساسية.
هذه الشراكات ليست اقتصادية بحتة، بل تعكس التزامات مشتركة بالعدالة والشفافية وحقوق الإنسان. الصمت، في هذه الحالة، يُنذر بأن هذه المبادئ ثانوية مقارنةً بالمصالح الاستراتيجية، مما يُشكّل سابقةً مُقلقة قد تُشجّع على المزيد من القمع العابر للحدود.
عندما يُحتمل اختفاء الأفراد قسرًا واحتجازهم تعسفيًا وحرمانهم من ضمانات المحاكمة العادلة دون عواقب، فإن سلامة الحماية الدولية لحقوق الإنسان تُصبح موضع تساؤل. هناك حاجة إلى تحرك دبلوماسي عاجل لضمان صون حقوق عبد الرحمن الأساسية ولمّ شمله بعائلته بأمان.
ونظرا لخطورة هذه القضية فإننا نحثكم بكل احترام على التدخل الفوري من أجل:
- المطالبة بالإفصاح of مكان تواجد عبد الرحمن، وظروف احتجازه، وسلامته، ووضعه القانوني.
- ضمان الوصول إلى التمثيل القانوني من خلال تسهيل التواصل المنتظم بين عبد الرحمن ومستشاره القانوني الدولي المختار وعائلته.
- اطلب ضمانات بشأن سلامتهبما في ذلك الزيارات القنصلية المنتظمة من السفارة التركية، لأنه يحمل الجنسية التركية.
- ضمان الإجراءات القانونية الواجبة من خلال ضمان الشفافية في الإجراءات القانونية، وحماية المحاكمة العادلة، وحق جميع الأطراف المعنية في الإدلاء بشهادتهم.
- نطالب بالإفراج عنه فوراً ودون قيد أو شرط ليتمكن من العودة بسلام إلى تركيا، حيث يقيم مع بناته.
ونحن نحثكم على استخدام التحركات الدبلوماسية وكل آلية متاحة، والضغط العام والخاص، والنفوذ التجاري والدبلوماسي، والتنسيق مع الشركاء الدوليين لتأمين الإفراج الفوري عن عبد الرحمن.
إن دعمكم في هذه القضية من شأنه أن يؤكد الالتزام بالعدالة وسيادة القانون، وسوف يحدد ما إذا كان سيتم مواجهة القمع العابر للحدود الوطنية أو السماح له بالانتشار دون رادع.
الموقعين:
- مركز الوصول لحقوق الإنسان
- منظمة العفو الدولية
- معهد الأندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف
- المركز العربي لدراسات القانون والمجتمع
- مركز سيدار للدراسات القانونية
- الديوان الديمقراطي
- التنسيقية المصرية للحقوق والحريات
- الجبهة المصرية لحقوق الانسان
- المنتدى المصري لحقوق الإنسان (EHRF)
- المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
- مصر واسعة لحقوق الإنسان
- مركز الإمارات للدفاع عن المعتقلين - EDAC
- الشبكة الأوروبية المتوسطية للحقوق
- المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان
- فير سكوير
- مركز الخليج لحقوق الإنسان (GCHR)
- هاقوهم
- هومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنية
- هيومن رايتس ووتش (HRW)
- مؤسسة دعم القانون والديمقراطية (LDSF) |
- مجموعة حقوق مينا
- مركز الشرق الأوسط للديمقراطية (MEDC)
- نجدة لحقوق الإنسان
- جمعية الحقوقيين الفلسطينيين
- القلم الدولي
- الأشخاص المحتاجون (PIN)
- REDWORD لحقوق الإنسان وحرية التعبير
- منصة اللاجئين في مصر
- مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان
- معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط
- جدول أعمال القانونية
- وحدة من أجل الديمقراطية (UFD).
- المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (OMCT)
- المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة