اقرأ بصيغة PDF

خلفيّة

منذ عام 1963، عقد المجلس التشريعي أحادي المجلس في الكويت انتخابات تنافسية، وكانت المعارضة البرلمانية في البلاد لقد عمل كضابط على النظام الملكي. لكن في مايو 2024، تولى أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح منصبه. أعلن تعليق عمل البرلمان المنتخب لمدة تصل إلى أربع سنوات، معلناً أنه "لن يسمح باستغلال الديمقراطية لتدمير الدولة" ومبرراً هذه الخطوة بأنها جزء من سلسلة "قرارات صعبة لإنقاذ البلاد". 

ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التي تعلق فيها الكويت أعمال البرلمان، فإن الكويتيين معتادون على وجود مجتمع مدني نابض بالحياة ومعارضة سياسية تتحدى النظام الملكي. وفي اليوم نفسه الذي علق فيه الأمير أعمال البرلمان، أعلن أيضاً عن استقالته. تعليق عدة مواد من الدستور، من المفترض أنها ستبدأ فترة انتقالية تهدف إلى مراجعة "جميع جوانب العملية الديمقراطية" في البلاد. طوال وفي هذه الفترة الانتقالية التي تستمر إلى اليوم، تولى الأمير مشعل السلطة التشريعية الكاملة وعزز كل السلطات تحت سيطرته.

كانت الكويت في السابق الدولة الخليجية الوحيدة التي تتمتع ببرلمان شبه عامل وحريات واسعة نسبيا، بما في ذلك الحماية المتواضعة لحرية التعبير. ولكن برغم هذا، فإن هذه الحريات لا تزال غير كافية.y سبتمبر بحلول عام 2024، تكثفت إجراءات أمن الدولة، واستهدفت اتحادات الطلاب وجماعات المجتمع المدني. بالإضافة إلى ذلك، بدأت الحكومة في مراجعة حالات الجنسية، مما أدى إلى العديد من الأفراد تجريدهم من جنسيتهم الكويتية. هذا الإجراء محمي من المراجعة القضائية بموجب قانون 2021 حكم المحكمة الدستورية الكويتيةوقد اعتبرت المحكمة العليا في الهند سحب الجنسية عملاً من أعمال السيادة يتجاوز اختصاص المحكمة. كما واجه سياسيون بارزون الترهيب، حيث تم اعتقال بعضهم، مما يعكس بيئة قمعية متزايدة.

وقد أثارت هذه التطورات السياسية في الكويت مخاوف كبيرة بشأن ترسيخ السلطة وتدهور حقوق الإنسان في البلاد. فقد قام أمير الكويت بتعليق العديد من المواد الدستورية، بما في ذلك تلك المتعلقة بـ متعلق بالانتخابات وقد برر البعض هذه الإجراءات باعتبارها جهوداً لتحقيق الاستقرار في البلاد وجعل الحكومة أكثر كفاءة، ولكن الكثيرين ينظرون إليها على أنها خطوات لتعزيز السلطة وقمع المعارضة.

ونتيجة للمشاورات الخاصة التي أجريت مع عدد من دعاة الديمقراطية والخبراء القانونيين في الكويت والخليج، ينبغي لصناع السياسات في الولايات المتحدة أن يأخذوا في الاعتبار القضايا الرئيسية التالية نظراً لتأثيراتها المحتملة المزعزعة للاستقرار في الكويت والمنطقة على نطاق أوسع.

القضايا الرئيسية والتحليل

تعليق العمل بالدستور وحل البرلمان

في مايو/أيار 2024، تم تعليق العديد من المواد الحاسمة للحكم الديمقراطي، بما في ذلك الضوابط والتوازنات الأساسية، بموجب مرسوم ملكي. المادتان 51 و 56 منح السلطات التشريعية والإشراف على الوزراء المنتخبين للبرلمان، ومع تعليقها، لم يعد بإمكان الهيئة التشريعية حماية الحريات المدنية الأساسية مثل حرية التعبير والمشاركة السياسية. وقد تم تبرير هذا كما أن الانتخابات ضرورية لمحاربة الفساد واستعادة الاستقرار - وهي الذريعة التي تستخدمها الأنظمة الاستبدادية الأخرى في المنطقة لإلغاء نتائج الانتخابات.

وعلى الرغم من أن هذه الرواية المزعومة لمكافحة الفساد اكتسبت شعبية كبيرة، بعض الدعم الأولي ويرى الخبراء بين الكويتيين أن هذه الإجراءات تقوض المؤسسات الديمقراطية وتحد من المشاركة العامة في الحكم، مما يشير إلى تحول نحو الحكم الاستبدادي الذي يهدد بزيادة السخط بين السكان.

سحب الجنسية كأداة للقمع

لقد أصبحت السياسات المتعلقة بالجنسية أدوات للقمع السياسي والاجتماعي في الكويت. وتشير التقارير والمناقشات الخاصة مع المحامين والمحللين السياسيين الكويتيين إلى أن استخدام قوانين الجنسية، مثل المرسوم الملكي رقم 15، الذي يمنح الجنسية الكويتية، لا يتماشى مع القانون الكويتي. الأمير لديه القدرة على الانسحاب لقد تم استخدام سحب الجنسية من أولئك الذين يُعتقد أنهم يقوضون النظام الاجتماعي والسياسي في البلاد أو ينتمون إلى هيئات سياسية أجنبية، إلى حد كبير كأداة للهندسة الديموغرافية الاجتماعية والقمع السياسي وتغيير تصورات الولاء الوطني وتقويض الحريات المدنية. وفي يوم السبت 2 نوفمبر 2024، تم سحب الجنسية من أولئك الذين يُعتقد أنهم يقوضون النظام الاجتماعي والسياسي في البلاد أو ينتمون إلى هيئات سياسية أجنبية. مرسوم جردت 130 امرأة وأفراد أسرهن من جنسيتهم دون إبداء أي أسباب أو مبررات قانونية.

يتم استخدام إلغاء الجنسية لإسكات المعارضة وتهميش المعارضين السياسيينإن مثل هذه الممارسات لا تقوض سيادة القانون فحسب، بل إنها تخلق أيضاً طبقة من الأفراد المحرومين من حقوقهم، وهو ما يؤدي إلى تعميق الانقسامات الاجتماعية وتهديد استقرار الكويت، في منطقة مقسمة وهشة بالفعل. والكويت، الغنية بموارد النفط الخام والغاز الطبيعي، محاطة بقوى عسكرية متفوقة مثل العراق والمملكة العربية السعودية وإيران، التي تتنافس على الهيمنة الإقليمية والقوة السياسية.

النفوذ المتزايد للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة

مباشرة بعد تعليق أعمال البرلمان والتعديلات الدستورية في الكويت، أعلنت الإمارات العربية المتحدة وهرع لدعم وتأييد هذه الخطوة ودعم أمير الكويت، مشيرين إلى مخاوف مماثلة بشأن "الاستقرار". وبعد أربعة أيام، بدأت السلطات السعودية أيضًا في مناقشة سبل تعزيز التعاون مع الكويت، ومنذ ذلك الحين أصبح تأثير الدولتين الخليجيتين على الكويت أكثر وضوحاً.

الكويت لديها متسقة بشكل متزايد ولقد أدت هذه السياسة الداخلية إلى تقارب بين سياسات أبو ظبي والرياض، مما أدى إلى المزيد من النزعات الاستبدادية في السياسة الداخلية الكويتية، والتحالفات الإقليمية، والسياسات الخارجية. على سبيل المثال، في الحادي عشر من أغسطس/آب، أصدرت الكويت قانوناً جديداً يقضي بقمع المجتمع المدني استناداً إلى قانون دستوري إماراتي مماثل. اكتسابوتلعب التوترات مع إيران، إلى جانب العلاقات مع السعودية، دوراً حاسماً في تشكيل القرارات والاستراتيجيات السياسية في الكويت.

توصيات لصناع السياسات في الولايات المتحدة 

إن الأزمة الدستورية الحالية في الكويت تشكل منعطفاً حاسماً في مستقبل الحكم الديمقراطي في البلاد. ومن الضروري للولايات المتحدة، الحليف الرئيسي، أن تتعاون بشكل نشط ومدروس مع حكومة الكويت لتشجيع المسار الذي يدعم العودة إلى المعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان. إن الحفاظ على دولة كويتية ديمقراطية مستقرة سياسياً يحمي المصالح الأميركية من خلال منع المزيد من الاضطرابات في منطقة توفر ضمانات أمنية واقتصادية أساسية للولايات المتحدة. ومن خلال دعم المؤسسات والإصلاحات الديمقراطية، تستطيع الولايات المتحدة أن تساهم بشكل إيجابي في التنمية السياسية في الكويت واستقرار المنطقة على نطاق أوسع. 

ينبغي لصناع السياسات في الولايات المتحدة أن يقوموا بما يلي:

  • التواصل دبلوماسيا مع الزعماء السياسيين الكويتيين للمطالبة باستعادة البرلمان وإعادة المواد الدستورية المعلقة. 
  • دعم منظمات المجتمع المدني الكويتية التي تعمل على تعزيز الحكم الديمقراطي وحقوق الإنسان.
  • تشجيع الحوار الوطني العام الذي يضم مجموعة واسعة من الأطراف الكويتية، من المسؤولين الحكوميين إلى منظمات المجتمع المدني وزعماء المعارضة، لمناقشة مستقبل المشهد السياسي في الكويت بطريقة تدعم الشمول والسلام والديمقراطية.
  • مطالبة الحكومة الكويتية بوقف سحب الجنسية وإنهاء الإجراءات خارج نطاق القضاء.
  • مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان عن كثب من خلال التواصل مع قادة المجتمع المدني والناشطين البارزين في الكويت وفي الشتات، والعمل على مراقبة والحد من انتهاكات حقوق الإنسان والتمييز وإساءة استخدام عمليات المواطنة.

الصورة: الموقع الرسمي لأمير الكويت