في أول حوار خاص لها بعنوان "الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان"، جمعت مبادرة الديمقراطية مهمة التابعة لمركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للديمقراطية ثمانية أعضاء من المجموعة الاستشارية وستة خبراء في الديمقراطية من المنطقة يمثلون بلدانًا مختلفة وخبرات موضوعية. استكشفت مجموعة الخبراء قضايا رئيسية، بما في ذلك أدوار الجهات الفاعلة الدينية والديمقراطية، والنخب الاقتصادية والسياسية، والعمليات الديمقراطية وحقوق الإنسان، ونفوذ القوى الغربية، وإدماج النوع الاجتماعي والمجموعات المهمشة، والتحديات والحلول الخاصة بكل بلد. 

وقد سلطت مناقشتنا الضوء على التنوع بين الجهات الفاعلة الدينية، حيث يدعم البعض الأنظمة الاستبدادية لأسباب براجماتية أو أيديولوجية، في حين يرى آخرون توافقًا محتملًا مع الديمقراطية. وغالبًا ما تقاوم النخب الاقتصادية التغيير الديمقراطي للحفاظ على مزاياها، في حين تعمل النخب السياسية إما على عرقلة الإصلاحات أو تسهيلها. وأكد المشاركون على أهمية إشراك هذه المجموعات من خلال استراتيجيات تتماشى مع الإصلاحات الديمقراطية والمصالح المحلية والاقتصادية، مع معالجة تصورات الديمقراطية باعتبارها فرضًا غربيًا.

وركزت التوصيات على تعزيز الحكم المحلي من خلال الشفافية والمشاركة العامة، ودعم المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة، وتعزيز العمليات السياسية الشاملة لضمان تمثيل الفئات المهمشة، وخاصة النساء. وينبغي للإصلاحات الاقتصادية أن تعالج خلق فرص العمل، والتوزيع العادل للموارد، والفساد. وتم تشجيع التعاون الإقليمي من خلال منصات التعلم المشتركة، في حين تم تسليط الضوء على التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعية كأدوات للمشاركة الديمقراطية. وأكدت المناقشات حول القوى الغربية على الحاجة إلى الدعم المبدئي والمتسق للديمقراطية، وتجنب المشاركة الانتقائية التي تقوض المصداقية. 

وبالنسبة للتحديات الخاصة بكل بلد، شملت الحلول إصلاح الأنظمة الانتخابية في لبنان، ودعم الحركات الشعبية في مصر، ومعالجة التراجع الديمقراطي في تونس. كما تم تحديد إشراك مجتمعات الشتات والاستفادة من الآليات الدولية باعتبارها استراتيجيات بالغة الأهمية. وتم التأكيد على الالتزامات طويلة الأجل، مثل التثقيف بشأن القيم الديمقراطية والدعم الدولي والإقليمي المستدام، باعتبارها ضرورية لتعزيز الديمقراطية المستدامة وحقوق الإنسان في المنطقة.

اقرأ ملخصًا كاملاً للحوار الخاص أدناه أو قم بتنزيل ملف PDF هنا. اقرأ ملخص الحوار الخاص رقم 2 بعنوان "هل الذكاء الاصطناعي من أجل الديمقراطية أم ضدها؟ مواجهة السرديات الاستبدادية في الشرق الأوسط" هنا. اقرأ المزيد عن المجموعة الاستشارية لـ DMI هنا.


 

المواضيع الرئيسية والمناقشة

1. الجهات الدينية والديمقراطية

تناولت المحادثة وجهات النظر المتنوعة للفاعلين الدينيين بشأن الديمقراطية. وسلطت الضوء على أن بعض المؤسسات الدينية تدعم الأنظمة الاستبدادية لأسباب براجماتية، مثل الحفاظ على السيطرة على الفضاءات الدينية، في حين تعارض مؤسسات أخرى الديمقراطية بسبب الاختلافات الإيديولوجية أو تصورات الديمقراطية باعتبارها فرضًا غربيًا.

وجهات نظر مختلفة بين الجهات الدينية الفاعلة

وقد تم التأكيد على أن الجهات الفاعلة الدينية ليست متجانسة؛ بل لديها وجهات نظر متباينة تجاه الديمقراطية على أساس معتقداتها العقائدية وانتماءاتها المؤسسية. وهذا التنوع أمر بالغ الأهمية لفهم دعمها أو معارضتها للإصلاحات الديمقراطية.

دعم الاستبداد

تدعم بعض المؤسسات الدينية الأنظمة الاستبدادية لأسباب عملية ــ وخاصة للحفاظ على النفوذ على الفضاءات الدينية (ضد منافسيها في المجال الديني) والاحتفاظ بدعم الحكام المستبدين. وتسمح هذه العلاقة التكافلية لهذه المؤسسات بالهيمنة على الخطاب الديني وقمع الجماعات أو الإيديولوجيات الدينية المتنافسة.

المعارضة الإيديولوجية للديمقراطية

هناك انقسام أيديولوجي كبير داخل المجتمعات الدينية فيما يتصل بالديمقراطية. إذ ترى بعض الجماعات أن القيم الديمقراطية ـ وخاصة تلك المرتبطة بالديمقراطية الليبرالية ـ تتعارض مع تعاليمها الدينية. وتزعم هذه الجماعات أن الديمقراطية تعزز النسبية الأخلاقية والفردية، وهو ما تعتبره غير متوافق مع عقائدها الدينية.

تصور الديمقراطية باعتبارها فرضاً غربياً

هناك اعتقاد واسع النطاق بين بعض الجهات الدينية بأن الديمقراطية هي بناء أجنبي فرضته القوى الغربية، وهو ما لا يتماشى مع الحقائق التاريخية والثقافية في الشرق الأوسط. ويتفاقم هذا التصور بسبب الاعتقاد بأن الدول الغربية تستغل المبادئ الديمقراطية للتدخل في السياسة الإقليمية لتعزيز مصالحها الخاصة.

استراتيجيات المشاركة

وأشارت المناقشات إلى الحاجة إلى استراتيجيات دقيقة للتعامل مع الجهات الفاعلة الدينية لتعزيز القيم الديمقراطية. ويشمل هذا التمييز بين الجماعات الدينية المختلفة وفهم مخاوفها ودوافعها الفريدة. ويتمثل الهدف في تعزيز الحوار الذي يوفق بين المبادئ الديمقراطية والمعتقدات الدينية، مع التأكيد على فوائد الديمقراطية للحرية الدينية ورفاهية المجتمع.

الإمكانات المتاحة للدعم الديمقراطي

ورغم التحديات، هناك إمكانية لكسب دعم الديموقراطية من الجهات الفاعلة الدينية التي يمكن إقناعها بتوافقها مع القيم الدينية. وهذا يتطلب الدعوة إلى نموذج ديمقراطي يحترم الممارسات والتقاليد الدينية مع تعزيز المبادئ العالمية لحقوق الإنسان والحكم الرشيد. وقد يعني هذا أيضاً تحرير المؤسسات والروايات والجهات الفاعلة الدينية من السيطرة والإشراف الاستبداديين، وهو شرط أساسي لأنماط التدين الأكثر صحة.

2. النخب الاقتصادية والسياسية

وناقش المتحدثون التحديات التي تواجه إقناع النخب الاقتصادية بفائدة الديمقراطية، مشيرين إلى الفرص الضائعة في الماضي فيما يتصل بالتحرر السياسي. وأشار النقاش إلى التماسك القوي بين النخب والحواجز الإيديولوجية التي تعوق الإصلاحات الديمقراطية.

وقد أثيرت العديد من النقاط المفيدة حول العلاقة بين هذه المجموعات وآفاق التحول الديمقراطي في المنطقة.

التحديات التي تواجه النخب الاقتصادية

وقد أبرز الحوار أن النخب الاقتصادية في المنطقة غالباً ما تكون لها مصالح راسخة في الحفاظ على الوضع الراهن، حيث تستفيد من العلاقات الوثيقة مع الأنظمة الاستبدادية. وتوفر لها هذه العلاقات مزايا اقتصادية قد تتعرض للخطر بسبب عدم اليقين الذي يحيط بالتحولات الديمقراطية.

دور النخب السياسية

وقد ناقشنا النخب السياسية باعتبارها عقبات محتملة وعوامل مسهلة للتغيير الديمقراطي. فمن ناحية، تمتلك النخب السياسية القدرة على التأثير على الإصلاحات السياسية؛ ومن ناحية أخرى، قد تؤدي قوتها الراسخة وسيطرتها على موارد الدولة إلى مقاومتها للتغييرات التي من شأنها أن تضعف سلطتها وسيطرتها.

تماسك النخبة والحواجز الإيديولوجية

كان من بين النقاط المهمة التي تم طرحها أثناء المناقشة التماسك القوي بين النخب والحواجز الإيديولوجية المشتركة التي تحول دون تحقيق الديمقراطية. ويتعزز هذا التماسك بالمنافع المتبادلة المستمدة من السياسات الاقتصادية، والعقود الحكومية، وقمع المعارضة السياسية، وكلها أمور مهددة في ظل الحكم الديمقراطي.

الحجج الاقتصادية ضد الديمقراطية

ولقد لوحظ أن الحكومات تستخدم في كثير من الأحيان الحجج الاقتصادية لثني الناس عن دعم الديمقراطية. فهي تزعم أن الأنظمة الاستبدادية الحالية توفر الاستقرار والفوائد الاقتصادية، مما يشير إلى أن التحول إلى الديمقراطية قد يؤدي إلى عدم الاستقرار الاقتصادي وانخفاض مستويات المعيشة.

الإمكانات المتاحة لتحفيز الديمقراطية

وعلى الرغم من المقاومة، هناك إمكانية لتحفيز الإصلاحات الديمقراطية من خلال مواءمتها مع المصالح الاقتصادية للنخب. وقد يتضمن هذا إظهار أن الاستقرار الطويل الأجل والتكامل الدولي، الذي قد يتحسن في ظل نظام ديمقراطي، من شأنه في نهاية المطاف أن يوزع الثروة وقد يؤدي إلى الانسجام المجتمعي الذي يعود بالنفع على النخب الاقتصادية في الأمد البعيد كجزء من المجتمع.

الاستفادة من النفوذ الدولي

كما ناقشنا البعد الدولي، وخاصة النفوذ الذي تمارسه الدول الغربية والشركات المتعددة الجنسيات على النخب المحلية. وهناك إمكانية لاستخدام هذا النفوذ للدفع نحو الإصلاحات الديمقراطية، ولكن بالنظر إلى المواقف التي يتبناها الشركاء الدوليون للأنظمة الاستبدادية وإسرائيل، لا يمكن الاعتماد على ممارسة هذا النفوذ، أو حتى قبوله من قبل الجهات المؤيدة للديمقراطية في المنطقة. فالبلد الذي يعيش في حالة حرب لا يمكن أن يظل بلا قيادة. ولهذا السبب، فإن الانقسامات التي كانت موجودة قبل الحرب تعمقت مع هذه الحرب.

3. العمليات الديمقراطية وحقوق الإنسان

وأكد أحد المشاركين على ضرورة ربط الديمقراطية بالقيم الملموسة مثل الاستقرار والأمن والتنمية المستدامة. وانتقد المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يتجنبون الانخراط في الديمقراطية، وحث على اتباع نهج أكثر تكاملاً حيث يُنظر إلى الديمقراطية كأداة حاسمة لحقوق الإنسان.

دمج الديمقراطية وحقوق الإنسان

وقد أكد الحوار على أن الديمقراطية لا ينبغي أن ننظر إليها باعتبارها مجرد نظام سياسي بل باعتبارها إطاراً أساسياً لتعزيز حقوق الإنسان. وانتقد الحوار المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يتجنبون المشاركة السياسية، بحجة أنه في غياب الديمقراطية، من المرجح أن تكون الجهود الرامية إلى تعزيز حقوق الإنسان أقل فعالية أو استدامة.

القيم الديمقراطية كأدوات لحقوق الإنسان

ومن النقاط الرئيسية التي تم طرحها أن القيم الديمقراطية تشكل أدوات حيوية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان. وتشمل هذه القيم سيادة القانون والشفافية والمساءلة والمشاركة، وهي كلها قيم بالغة الأهمية لإقامة مجتمع يحترم حقوق الإنسان ويعززها.

دور الإصلاحات السياسية

وقد تم التأكيد على أن الإصلاحات السياسية الجارية تشكل أهمية بالغة للنهوض بحقوق الإنسان. فالعمليات الديمقراطية مثل الانتخابات النزيهة وحرية التعبير واستقلال القضاء لا تعمل على تمكين المواطنين فحسب، بل إنها تعمل أيضاً على خلق بيئة يمكن أن تزدهر فيها حقوق الإنسان.

التحديات في مجال المناصرة

وناقش المتحدث التحديات التي يواجهها المدافعون عن حقوق الإنسان في المنطقة، وخاصة الإحجام عن التعامل مع القضايا السياسية خوفًا من تسييس عملهم. وحث المتحدث هؤلاء المدافعين على تبني الدعوة الديمقراطية كجزء لا يتجزأ من مهمتهم، مشيرا إلى أن حماية حقوق الإنسان تنطوي بطبيعتها على تحدي الهياكل السياسية التي تديم انتهاكات الحقوق.

حقوق الإنسان والأمن

كما تطرق الحديث إلى الترابط بين حقوق الإنسان والأمن، حيث زعم البعض أن الأمن الحقيقي لا يمكن تحقيقه من خلال الأنظمة القمعية، بل من خلال الحكم الديمقراطي الذي يحترم حقوق الإنسان ويصونها، وبالتالي ضمان الاستقرار والكرامة لجميع المواطنين.

تأثير الاستبداد على حقوق الإنسان

وأشار المشاركون إلى أن الأنظمة الاستبدادية تقوض حقوق الإنسان، وتبرر أفعالها في كثير من الأحيان تحت ستار الحفاظ على الاستقرار أو مكافحة التطرف. وقد تعرضت هذه المبررات للانتقاد باعتبارها معيبة بشكل أساسي لأن مثل هذه الأنظمة غالباً ما تؤدي إلى ترسيخ انعدام الأمن والصراع، الأمر الذي يؤدي إلى تآكل حقوق الإنسان بشكل أكبر.

النهج البراجماتي للقيم الديمقراطية

وقد كان هناك دعوة إلى اتباع نهج عملي لتعزيز القيم الديمقراطية، مع التأكيد على الحاجة إلى إظهار الكيفية التي تؤدي بها هذه القيم إلى فوائد ملموسة من حيث تحسين الحكم وتحسين نتائج حقوق الإنسان. وسوف يتضمن هذا النهج العملي عرض أمثلة ناجحة للتحولات الديمقراطية التي أدت إلى تحسينات في مجال حقوق الإنسان.

4. دور الولايات المتحدة والقوى الغربية

وتطرق الحوار إلى الدور الإشكالي الذي تلعبه القوى الغربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخاصة الولايات المتحدة، التي يُنظر إليها على أنها تعرقل التقدم الديمقراطي على الرغم من خطابها المؤيد للديمقراطية. وتم التأكيد على هذه النقطة مع الحاجة إلى تحدي الرواية الغربية القائلة بأن العالم العربي غير جاهز للديمقراطية.

تصرفات متناقضة للقوى الغربية

وقد أبرز الحوار الطبيعة المتناقضة للسياسات الغربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ففي حين تدافع الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية علناً عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإنها كثيراً ما تدعم الأنظمة الاستبدادية التي تخدم مصالحها الاستراتيجية. وهذا النفاق يقوض مصداقية الدعوات الغربية إلى الديمقراطية ويغذي الاستياء والتشكك بين السكان المحليين.

تأثير السياسة الخارجية على التصورات المحلية

وناقش المشاركون كيف تؤثر السياسات الخارجية للولايات المتحدة والدول الأوروبية على التصورات المحلية للديمقراطية. وتم تسليط الضوء على الدعم الانتقائي للحركات الديمقراطية، والذي يعتمد في كثير من الأحيان على المصالح الجيوسياسية بدلاً من المبادئ الديمقراطية، باعتباره قضية مهمة تعقد عملية تعزيز الإصلاحات الديمقراطية الحقيقية.

الاعتماد على الحلفاء الاستبداديين

ومن بين النقاط الحرجة التي أثيرت اعتماد القوى الغربية على حلفائها الاستبداديين في المنطقة فيما يتصل بالتعاون الأمني ​​والمصالح الاقتصادية والاستقرار الإقليمي. وكثيراً ما تؤدي هذه العلاقة التي تعطي الأولوية للأمن على الديمقراطية إلى التسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان والافتقار إلى الدعم الحقيقي للحركات الديمقراطية، لأن زعزعة استقرار هذه الأنظمة قد يخلف عواقب استراتيجية ضارة على المصالح الغربية.

الديمقراطية كأداة للتأثير

كما تطرق النقاش إلى كيفية استخدام الترويج للديمقراطية في بعض الأحيان كأداة لتوسيع النفوذ الغربي في المنطقة. وقد أدى هذا النهج إلى اتهامات بالاستعمار الجديد وجعل السكان المحليين حذرين من مبادرات الديمقراطية، التي ينظرون إليها غالبًا باعتبارها واجهة لتحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية الغربية.

الحاجة إلى دعم ديمقراطي متواصل

وكان هناك إجماع على ضرورة أن تتبنى الدول الغربية نهجاً أكثر اتساقاً واعتماداً على المبادئ في دعم الديمقراطية. ويشمل هذا احترام نتائج العمليات الديمقراطية حتى عندما تفضي إلى حكومات قد لا تتوافق تماماً مع المصالح الغربية.

إعادة تقييم الاستراتيجيات الغربية

وقد ناقش المشاركون دور المنظمات غير الحكومية الغربية وبرامج المساعدات الحكومية في تعزيز الديمقراطية. وأكد المشاركون على ضرورة أن تكون هذه البرامج حساسة للسياقات المحلية وأن تعمل في شراكة حقيقية مع منظمات المجتمع المدني المحلية، بدلاً من فرض النماذج الغربية للديمقراطية.

تبديد الأسطورة

كان أحد الجوانب المهمة للمناقشة هو تبديد الأسطورة القائلة بأن العالم العربي غير جاهز للديمقراطية. وزعم المشاركون أن القوى الغربية تستخدم هذه الرواية غالبًا لتبرير استمرار دعمها للأنظمة الاستبدادية. ويشكل تسليط الضوء على وجود حركات ديمقراطية نابضة بالحياة ومجتمع مدني في المنطقة تحديًا لهذه الرواية ويمكن أن يساعد في تغيير السياسات الغربية.

5. إدراج النوع الاجتماعي والمجموعات المهمشة

أثار أحد المشاركين نقطة بالغة الأهمية حول غياب منظور النوع الاجتماعي في مناقشاتنا. وتم التأكيد على أن النساء والمجموعات المهمشة الأخرى، بما في ذلك الأفراد المضطهدين والمجتمعات الضعيفة، يجب أن يكونوا محور جهود الإصلاح الديمقراطي. تلعب النساء، وخاصة أولئك من خلفيات مهمشة، دورًا فعالاً في تعزيز الحركات الديمقراطية. وعلى الرغم من مشاركتهن الكبيرة في جهود المناصرة، فإن مساهماتهن غالبًا ما يتم تجاهلها بسبب التمييز بين الجنسين والحواجز الاجتماعية والاقتصادية.

قيادة الشابات والناشطات النسويات

إن الشابات والناشطات النسويات في المنطقة يتولين بشكل متزايد قيادة الجهود الرامية إلى تحقيق الحكم الشامل. ومن أجل دعم وتعزيز جهودهن، من الضروري أن تعطي الإصلاحات الديمقراطية الأولوية لصنع السياسات الشاملة، ودعم التعبئة الشعبية، وضمان حماية حقوق المرأة من خلال الإصلاحات القانونية والمساءلة.

التمكين الاقتصادي والوصول إلى الموارد

إن التمكين الاقتصادي والوصول إلى الموارد أمران حاسمان لتمكين المرأة من المشاركة الكاملة في العمليات الديمقراطية. كما أن ضمان حصول المرأة على فرص متساوية في الحصول على الموارد الاقتصادية والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي أمر بالغ الأهمية لمشاركتها الفعالة في الحياة السياسية.

الإصلاحات القانونية والمساءلة لحماية حقوق المرأة

إن تعزيز الأطر القانونية وآليات المساءلة لحماية حقوق المرأة أمر ضروري. وينبغي أن تهدف هذه الإصلاحات إلى القضاء على العنف والتمييز القائمين على النوع الاجتماعي، وضمان سلامة المرأة والمساواة في المجالين العام والخاص.

الاعتراف بالمرأة كقائدة للتغيير

إن الإصلاح الديمقراطي الحقيقي لابد وأن يغير من النظرة إلى النساء والمجتمعات المهمشة من مجرد ضحايا أو مشاركين سلبيين إلى الاعتراف بهن كقائدات للتغيير. ويتطلب هذا التحول بذل جهود متضافرة لدمج وجهات نظرهن في صميم عملية صنع السياسات وهياكل الحكم الديمقراطي.

6. التحديات والحلول الخاصة بكل بلد

وحث المشاركون على تقديم حلول تركز على البلدان وتبادل الرؤى المتخصصة بشأن التحديات الموضوعية والإقليمية. كما تطرقت المناقشات إلى الحاجة إلى التضامن الدولي والدعم للحركات الشعبية، مؤكدين على أن التغيير الديمقراطي الحقيقي يجب أن ينبع من الجهود المحلية وليس من القوى الخارجية.

وقد قدمت المناقشة رؤى تفصيلية حول العقبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الفريدة التي تواجهها البلدان المختلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب الاستراتيجيات المقترحة لمعالجة هذه التحديات:

البحرين

وقد تناول النقاش واجهة الديمقراطية في البحرين، حيث تفتقر المؤسسات الديمقراطية ظاهريًا مثل المجالس المنتخبة إلى السلطة الحقيقية. ودعا أحد المشاركين البحرينيين إلى تطبيق المعايير الدولية في تقييم العمليات الديمقراطية في البحرين واقترح إشراك المجتمع الدولي للضغط على الحكومة البحرينية من أجل إجراء إصلاحات حقيقية.

مصر

وناقش المشاركون المشهد السياسي الصعب في مصر، حيث شددت الحكومة سيطرتها على الحياة السياسية والمدنية. وتضمنت المقترحات دعم الحركات الشعبية وتعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني على الصمود في وجه الإجراءات القمعية التي تتخذها الدولة. كما تم التأكيد على الحاجة إلى الاهتمام الدولي بسجل مصر في مجال حقوق الإنسان.

لبنان

وقد تم تسليط الضوء على الديناميكيات الطائفية والسياسية المعقدة في لبنان باعتبارها من العوائق الرئيسية أمام الحكم الديمقراطي. وركزت الحلول على إصلاح القوانين الانتخابية لضمان انتخابات أكثر شفافية وتمثيلا والحد من النفوذ الأجنبي والطائفي في السياسة.

المملكة العربية السعودية

وتطرق النقاش إلى التحديات التي تواجه الدعوة إلى الديمقراطية في سياق استبدادي للغاية مثل المملكة العربية السعودية. وأكد المشاركون على أهمية دعم حركات الإصلاح الداخلية واستخدام المنصات الدولية للضغط على الحكومة السعودية للقيام بإصلاحات ديمقراطية.

تونس

وقد تم ذكر تونس كدولة حققت بعض النجاح في التحول الديمقراطي ولكنها تواجه تراجعا. ومن الحلول المقترحة دعم وسائل الإعلام المستقلة، وتعزيز المجتمع المدني، وتشجيع الإصلاحات الاقتصادية لدعم الاستقرار الديمقراطي.

الاستراتيجيات الإقليمية

وقد تم التأكيد على الحاجة إلى اتباع نهج إقليمي في التعامل مع الديمقراطية، واقترح المشاركون أن تستفيد البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الخبرات والدعم المشترك. وقد يشمل هذا إقامة منتديات إقليمية حول الديمقراطية، ومبادرات التعلم المشترك، والجهود التعاونية الرامية إلى معالجة التحديات العابرة للحدود الوطنية مثل الفساد والإرهاب التي تقوض الحكم الديمقراطي.

إشراك مجتمعات الشتات

وقد تم الإقرار بأن دور مجتمعات الشتات في دعم الديمقراطية أمر بالغ الأهمية. واقترح البعض أن تلعب هذه المجتمعات دوراً أكثر نشاطاً في الدعوة وتوفير الدعم للحركات الشعبية داخل بلدانها الأصلية.

الاستفادة من النفوذ الدولي

وكان من الموضوعات المتكررة أهمية الاستفادة من العلاقات الدولية والمؤسسات العالمية للدفاع عن الإصلاحات الديمقراطية. ويشمل ذلك الاستفادة من منصات مثل الأمم المتحدة لاتخاذ القرارات، والدفاع عن حقوق الإنسان، وممارسة الضغوط من خلال آليات حقوق الإنسان الدولية.

7. التوجهات المستقبلية والتوصيات السياسية

واختتمت الجلسة بالدعوة إلى مواصلة الحوار وصياغة التوصيات السياسية التي تتضمن وجهات النظر المتنوعة المشتركة. وكان التركيز على وضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ تعالج الحقائق السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

واختُتم النقاش بمجموعة شاملة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تعزيز الديمقراطية المستدامة وحقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

تعزيز الحكم والمؤسسات المحلية

وأكد المشاركون على أهمية بناء هياكل حكم محلية قوية قادرة على إنفاذ سيادة القانون وضمان الشفافية والمساءلة. وتضمنت التوصيات تدريب المسؤولين المحليين، ودعم الإصلاحات المؤسسية، وإنشاء آليات تسمح بمشاركة عامة أكبر في الحكم.

دعم المجتمع المدني والإعلام

وقد تم تحديد تعزيز منظمات المجتمع المدني وضمان حرية الصحافة باعتبارهما أمرين بالغي الأهمية لتنمية الثقافة الديمقراطية. وتضمنت التوصيات السياسية تقديم الدعم المالي والتدريب والمنصات الدولية لمجموعات المجتمع المدني والصحفيين لمساعدتهم على مقاومة الضغوط الحكومية ومواصلة عملهم في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.

تعزيز العمليات السياسية الشاملة

وقد تم تسليط الضوء على أهمية ضمان حصول جميع المجموعات، بما في ذلك الأقليات والنساء، على صوت في العملية السياسية. وركزت التوصيات على الإصلاحات الانتخابية، وأنظمة الحصص لضمان التمثيل المتنوع، وحملات التثقيف لرفع مستوى الوعي بأهمية الحكم الشامل.

الإصلاحات الاقتصادية لدعم الديمقراطية

وقد ناقش المشاركون على نطاق واسع العلاقة بين الاستقرار الاقتصادي والصحة الديمقراطية. ومن بين السياسات الموصى بها تعزيز الإصلاحات الاقتصادية التي تعمل على تعزيز خلق فرص العمل، والحد من الفساد، وضمان التوزيع العادل للموارد، وبالتالي توفير أساس مستقر للممارسات الديمقراطية.

التعاون والحوار الإقليمي

وقد اعتُبر تشجيع الحوار الإقليمي بشأن الديمقراطية وسيلة لتبادل أفضل الممارسات وتعزيز الجهود التعاونية عبر الحدود. وتضمنت التوصيات السياسية إنشاء منتديات وشراكات إقليمية تركز على الحكم الديمقراطي ومبادرات حقوق الإنسان.

إشراك الجهات الفاعلة الدولية بشكل مسؤول

وقد تم التأكيد على الحاجة إلى مشاركة مبدئية من جانب الجهات الفاعلة الدولية. ودعت التوصيات إلى سياسات دولية تدعم بشكل ثابت القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتجنب المشاركة الانتقائية القائمة على المصالح الاستراتيجية. ويشمل هذا إعادة تقييم العلاقات مع الأنظمة الاستبدادية واستخدام النفوذ الدبلوماسي لتشجيع الإصلاحات الديمقراطية.

الاستفادة من التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي

وقد تم الإقرار بإمكانات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. وتم التوصية بوضع سياسات لحماية الحقوق الرقمية، ومكافحة المعلومات المضللة، ودعم حملات محو الأمية الرقمية لتمكين المواطنين وتعزيز المشاركة الديمقراطية.

معالجة المخاوف الأمنية في إطار ديمقراطي

وكثيراً ما تُستخدم القضايا الأمنية كذريعة لاتخاذ إجراءات استبدادية. وتضمنت التوصيات تطوير إصلاحات لقطاع الأمن تحترم حقوق الإنسان، والشفافية في العمليات الأمنية، وآليات الرقابة التي تشمل مشاركة المجتمع المدني.

الأطر القانونية الدولية وحقوق الإنسان

ونصح المشاركون باستخدام الأطر القانونية والحقوقية الدولية لدعم الديمقراطية. ويشمل ذلك دعم البلدان في الالتزام بالمعاهدات الدولية، واستخدام السبل القانونية الدولية لمحاسبة المخالفين، وتعزيز قدرات هيئات حقوق الإنسان الدولية.

الاستدامة والالتزام الطويل الأمد

وأخيراً، تم التأكيد على أن ضمان الالتزام الطويل الأمد بالديمقراطية أمر ضروري لاستدامة الإصلاحات الديمقراطية. ويشمل ذلك الدعم المستمر للمؤسسات الديمقراطية، ومبادرات التعليم الطويلة الأجل حول القيم الديمقراطية، والدعم والمراقبة الدولية المستمرة لضمان ترسيخ هذه القيم.